العمل بعد سن المعاش والتقاعد مربح هنا



العمل بعد سن المعاش والتقاعد مربح هنا


إذ يتراوح سن المتقاعدين بين الخمسين والستين. وبعد التقاعد يتبقى ثلث السن أو أكثر دون تدبير أو عمل، فيصبح المتقاعد عبئًا على من حوله أو ضحية للفراغ. ليست الإشكالية في التقاعد إذ أنها فترة كبقية فترات السن يمكن الاستمتاع بها، ولكن الإشكالية في النظرة العامة لتلك الفترة أنها فترة فراغ!

تراثنا وتاريخ أجدادنا يعلماننا أن الشغل والإنجاز يتواصل حتى آخر لحظات السن، فكما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها”. أشارككم في تلك المقالة بعض الأفكار لاستثمار فترة التقاعد والاستمتاع بها.

التأليف

حين يتقاعد مدرس مثلا في أعقاب عشرين سنة ونيف ثم يختار الفراغ فقد فوت على ذاته وعلى من بعده خبرات عريضة، فقد التقى مئات التلاميذ ومثلهم من المدرسين، وواجه مواقف عسيرة وأخرى جميلة. تلك الفترة الفائتة من الحياة المهنية لا بد وأن فيها ما يفيد ويستحق الذكر، لهذا يكون خيار التأليف خيارًا فريدًا. وذلك ملائم لكل مستوظف قضى عمرًا في الميدان المهني. أتذكر أني مررت بمكتبة في بريطانيا فوجدت رفًا يحوي كتبًا للاعبي كرة قدم ومدربين قرروا التأليف ونقل خبراتهم لمن بعدهم وتحفيزهم، وفوق هذا أوجدوا مصدر دخل إضافي.

التدوين

قد لا يناسب تأليف الكتب عديدًا من الناس لأسباب عديدة، لهذا يكون نقل التجربة عبر المدونات الرقمية خيارًا ممتازًا. ستعرف مقدار خبرتك حين تشاهد ردود القراء المحفزة وحين تعرفك المسجلة على أفراد ذوي انتباه بمجالك. سوف تكون المسجلة جزءًا من يومك الفارغ – إن صح التعبير. ليس الشأن عسيرًا، فثمة خدمات تدوين بلا مقابل لا تفتقر إلا ضغطات على الكيبورد لإضافة عنوان ملفت للانتباه للتدوينة وكتابة واحدة من تجاربك. التدوين من الممكن أن يكون مصدر دخل إضافي ايضا. وأشهر منصات التدوين تلك الثلاث (بلوقر، أكتب، وردبريس)
الاستشارات
ومن الفرص المتوفرة للمتقاعدين مشروعات الاستشارات سواء على صعيد فردي مقيد أو على صعيد مؤسسي أضخم. قد يظهر وصف ” مستشار ” مهيبًا نوعا ما، ولكن الشأن أيسر الأمر الذي تظن، فأنت بخبراتك التي خضتها وتعلمت منها مستشار لمن لم يخض التجربة في أعقاب أو يجابه مصاعب الطليعة. تتطلب إن قد قررت الشغل الاستشاري أن ترتب أفكارك وتخطط للعمل وتنوع السلع، فالاستشارة وجها لوجه لا تتشابه عن الاستشارة بالمراسلة أو الاستشارة بالمتابعة وغيرها.

التمرين

رغم ازدحام المدربين في مكان البيع والشراء العربي وكثرة دوراتهم سوى أن المميزين قلة ضئيلة. ومن أبرز ما يميز المدرب الناجح ربطه للنظريات بالواقع، وأفضل من يؤدي ذلك الدور ليس الحاصل على شهادة تمرين فحسب، لكن هذا الذي قضى ثلث عمره تقريبًا في الشغل. وسوق التمرين ما زالت تتطلب للدورات المختصة للغاية فغالب المتواجد هذه اللحظة يصنف تحت تحديث الذات والمهارات الشخصية. لحسن الحظ فقد تنوعت طرق التمرين في عصر التكنولوجيا الرقمية، فبإمكانك هذه اللحظة أن تقدم دوراتك المخصصة وأنت في بيتك. مواقع  مثل مهارة ورواق و أكاديمية حسوب وغيرها من المنصات.

التطوع

أتخيل أن المتقاعدين حصيلة لم تُستغل في مجال الشغل الخيري والتطوع، فالمتقاعد لديه الوقت والخبرة وهما عنصران مهمان في المشروعات التطوعية. الانضمام لمثل تلك المشروعات سيملأ الوقت بما يفيد، والأهم من هذا أنه سيشبع رغبات فطرية في النفس البشرية على الارجح لم تنل حقها في مرحلة السن السابقة. وتلك الرغبات تأتي في أعلى هرم ماسلو حيث تتحقق الثقة والإنجاز وتبجيل الذات والابتكار وحل المشكلات. لهذا فالتطوع خيار مثالي للمتقاعدين.

تجهيز برامج للمتقاعدين

برأيي أن المتقاعد الناجح لن يكون جزءًا من إشكالية قلة تواجد برامج المتقاعدين وفعالياتهم لكن سيبادر لإعداد هذه البرامج ضمن مشروع اجتماعي أو حتى ربحي أو غير هذا من مقاصد. تظهر الفكرة ناجحة منذ الطليعة لوجود الإشكالية، بل الأكثر أهمية أن يكون الحل ملائمًا.
تلك لائحة أفكار أزعم أنها ستغير النظرة العامة تجاه فترة التقاعد سواء لدى الأشخاص أو المجتمع، فالمتقاعد يبدأ فترة حديثة يمكن أن تشكل مليئة بالمغامرة والإنجاز.
google-playkhamsatmostaqltradent